سعيد الكفراوي.. ختام مرحلة

صبري حافظ  |  17 نوفمبر 2020  |  

رحل الصديق سعيد الكفراوي وسط انشغالي بالبحث والكتابة عن طه حسين، فكشف لي هذا الرحيل عن البون الشاسع بين مرحلتَيْن في تاريخنا الأدبي الحديث، من ناحية، وعن ختام مرحلة، كان فيها للثّقافة دور وسحر ونفوذ، من ناحية أخرى. ذلك أن انشغالي بالفترة الباكرة من حياة طه حسين، وحتى وصوله إلى سمت النضج والكهولة، أعادني إلى سنوات خصبة في تاريخ الثّقافة المصريّة، أرسى فيها طه حسين وجيله – وبثمن فادح، في كثير من الأحيان – مجموعة من القيم الثّقافيّة والوطنيّة، على حَدّ سواء؛ قيم الحقّ والخير والعدل والحرّيّة التي خلقت الكثير من فرص التقدُّم والنموّ العقلي أمام الأجيال التالية. وذكَّرني بسحر الثّقافة الذي بَلْوَرته إنجازات الأجيال المتلاحقة قبل وصول جيلي (سعيد الكفراوي من أعلام هذا الجيل) إلى الساحة الثّقافيّة، وجذبه إليها. بدأ من جيل طه حسين المؤسّس، حقّاً، لأبرز وأفضل ما فيها من قيم، وحتى الجيل السابق على وفود جيلنا إلى الساحة الثّقافيّة مع مطالع الستينيات.

فقد استطاع طه حسين -بصفته واحداً من أبرز أعلام جيله- أن يفتح أعلى مستويات المعرفة، التي يتمّ تحصيلها في الجامعة المصريّة، وأرقى الجامعات الأوروبية من بعدها، على الواقع الثّقافي العامّ، بالكتابة في الصحف والمجلّات، والارتقاء بوعي المصريِّين، وذائقتهم. وحرص، في عمله الجبّار، في المجالَيْن، على إرساء مجموعة من قيم النزاهة العقلية التي تتيح لأفضل الشباب المصري -مهما كانت الخلفية الاجتماعية التي جاؤوا منها- التقدُّم والازدهار. فقد كان هو نفسه خير مثال على ذلك، حيث قاده ذكاؤه الحادّ، وتفوُّقه المعرفي وحدهما ليس إلى قهر الظلام فحسب، وإنما إلى أن تبعث به الجامعة الوليدة إلى فرنسا، كي يواصل التحصيل والتقدُّم المعرفي. كما ألزمته القيم الوطنيّة، والضميرية، أن يشعر بالواجب والمسؤولية تجاه وطنه، حتى في أحلك الظروف التي ألمَّت به، وجعلته يعاني هو وأسرته من القهر والظلم والفقر.

فعندما فصلته حكومة إسماعيل صدقي – لرفضه استخدامها للجامعة لأغراض سياسية لا تحقِّق مصلحة الوطن – من الجامعة، عام (1932)، وحرمته بذلك من مرتَّبه ودخله الوحيد، وعرضت عليه إحدى الجامعات الأميركية وظيفة مغرية، بمرتَّب كبير، وبحرّيّة مطلقة في اختيار الموضوعات التي يحاضر فيها، رفض. يقول طه حسين في تبريره لهذا الرفض: «إنني أستاذ معزول وعالم ممنوع عن العمل، ومن واجبي ألّا أشتغل في السياسة، وإنما أن أؤلف الكتب، وأسعى وراء الرزق. أمّا في أميركا، فإنني سأكون أجنبيًّا، وسأنظر إلى حياة البلد دون أن أشارك فيها، ولن يكون عليَّ أن أقوم فيها إلّا بواجب محدود. ولكن، من ذا الذي أذن لي بالتخلّي عن مسؤوليَّتي إزاء بلدي، هذا البلد الذي منحني كلّ شيء؟»(1). وما لم يضفه طه حسين في رسالته تلك، كان في أمسّ الحاجة إلى عقله وشجاعته ونزاهة مواقفه.

فإحساس المثقّف بالمسؤولية إزاء مجتمعه، وإزاء بلده الذي منحه كلّ شيء، حينما كان البلد عادلاً، هو الذي جعل للثّقافة هذا السحر الذي لا يقاوم، وهو الذي دفع جيلاً بعد جيل – من الأجيال الذين علَّمهم طه حسين ونظرائه في المعرفة والنزاهة – إلى الاستجابة لغوايتها، والالتزام بمعاييرها الأخلاقية، والضميرية التي ساهم جيله في إرسائها، وواصلها مَنْ لحقوا به مباشرةً، مثل يحيى حقي، وتوفيق الحكيم. وما نموذج نجيب محفوظ، الذي كان من طلّابه حينما وقعت أزمة فصله من الجامعة، ببعيد؛ فقد استطاع محفوظ وجيله – من أمثال محمد مندور، ولويس عوض، ومحمود البدوي، وعبدالحميد السحّار، ويوسف جوهر – أن يستفيدوا ممّا رسَّخه العميد في الواقع من قيم، وما فتحته الحياة الثّقافيّة، بتيّاراتها المختلفة، من آفاق.

والواقع أن سحر الثّقافة، ونزاهة الحياة الجامعية، التي دفع طه حسين ثمناً باهظاً لتأسيسها، هو ما جعل القاهرة عاصمة للإبداع الأدبي، والثّقافي. يغمر إشعاعها العالم العربي كلّه، ويلعب فيها المثقّف دوراً بارزاً في حياة مجتمعه، ويحظى مثقّفوها برأسمال رمزيّ كبير في عالمهم العربي الكبير. وكان آخر جيل عاش بعض حراك تلك المرحلة، هم مثقّفو جيل الأربعينيات والخمسينيات، من يوسف إدريس، وعبدالرحمن الشرقاوي، وسعد مكاوي، ومحمود أمين العالم، وحتى عبدالفتاح الجمل، وصلاح عبد الصبور، وأحمد عبدالمعطي حجازي، إلى جانب مَنْ بَقِي فاعلاً من أجيال سابقة عليهم.

ثم أخذت هذه المرحلة الثّقافيّة المؤتلقة تعاني من الأفول، وخاصّةً بعد تنظيرات محمد حسنين هيكل الفجّة في كتابه «أزمة المثقّفين»، بالتبرير لتقديم أهل الثقّة على أهل الخبرة والمعرفة(2)- حتى قاد منطق هذه المرحلة المقلوب ذاك إلى هزيمة يونيو (1967) المزلزلة، وإلى تكريس الفساد والمحسوبية في العقود التي تلتها. في هذا المناخ الصعب الذي ساد فيه القهر والخوف، وتَبَلْورت فيه آليّات الفساد الذي قاد إلى تلك الهزيمة المدويّة، تكوَّنَ وعي الجيل الذي عُرِف، لاحقاً، باسم جيل الستينيات. وما إن بدأ يعبِّر عن نفسه في مواصلة منه لتقاليد الثّقافة التي أسَّسها طه حسين، ورعت جذوتها الأجيال التي تتالت من بعده، حتى تلقّى، في بواكير وفوده إلى الساحة الأدبية، ضربة الهزيمة المصمية، برغم أنه، وقد أرهفت وعيه تقاليد الثّقافة المصريّة ومقاومتها للاستبداد، قد استشرف، في كتاباته، وقوعها، وبكى كثيراً على ما انتاب واقعه بين يدي «زرقاء اليمامة» كما يقول عنوان الديوان الأوَّل لأبرز شعرائه. والغريب في الأمر أن بدايات تَبَلْوُر ملامح هذا الجيل كانت نوعاً من ردّ الفعل على تلك الهزيمة(3)،كما يؤكد عنوان مجلَّته «مجلّة 68» أوَّل مجلّة مستقلَّة بعدها.

صبري حافظ

فقد استشرف هذا الجيل، وصاغ في كتاباته السابقة على وقوعها، أجنَّتها وهي تتخلَّق في رحم واقع يعاني من سطوة القهر والاستبداد. وقد حاول أعلام هذا الجيل – كلّ بطريقته – أن يحافظوا على جذوة الأدب حيّة ومتوهِّجة، وأن يردّوا بالكتابة في مختلف مجالاتها؛ الإبداعية منها والنقدية، على ما يدور في الواقع حولهم من تردٍّ وفساد. أقول كلّ بطريقته؛ إذ نجد إن كلاً شيخ منهم طريقة خاصّة به في الإبداع والكتابة. وربَّما تكون هذه أفضل طريقة لوصف إنجازهم الأدبي، برغم أن الكثيرين يضعونهم في سلّة واحدة باسم (جيل الستينيات). فشعر أمل دنقل، يشقّ طريقاً مغايراً لذلك الذي حفره شعر محمَّد عفيفي مطر، وسَرْد عبدالحكيم قاسم يتميَّز بلغته الآسرة، واستراتيجياته النصِّيّة المغايرة لتلك التي يتَّسم بها سرد يحيى الطاهر عبدالله أو بهاء طاهر، وطريقة صنع الله إبراهيم في الكتابة تختلف كلِّيّةً عن تلك التي يكتب بها إبراهيم أصلان أو محمَّد البساطي أو خيري شلبي، ونقد فاروق عبدالقادر يختلف، منهجيّاً وإجرائيّاً، عن نقد سامي خشبة أو جابر عصفور، أمّا كتابة صلاح عيسى فإنها توشك أن تكون نوعاً فريداً، ونسيج وحدها.

ولم يكن ردُّهم بالكتابة مباشراً، ولا حتى إشكالياً، لأنهم حرصوا على استقلال الكتابة وتلبية شروطها الإبداعية، والفكرية الصعبة، وعلى تنمية الميراث الأدبي؛ المصري، والعربي في أبهى إنجازاته، ومواصلة مسيرته إلى آفاق جديدة؛ وهذا -ربَّما- هو السرّ في اختلافهم، وإن وحَّدتهم حساسية أعرض تتعلَّق بمضمرات الكتابة، وقواعد إحالتها المختلفة لما يدور خارجها.

في هذا السياق العريض لتجربة هذا الجيل الثريّة قدَّمَ سعيد الكفراوي، ضمن مجموعة أوسع ممَّن يعرفون بكُتّاب «المحلّة»(4) (نسبة إلى مدينة المحلّة الكبرى، أكبر المدن الصناعية في دلتا مصر، وإن جاؤوا في حقيقة الأمر، من مختلف القرى المحيطة بها) إسهامه المتميّز في كتابة القصّة القصيرة التي أخلص لها طوال مسيرته الإبداعية. وشارك كُتّاب المحلّة، فيما يمكن دعوته بالقاسم المشترك بينهم، سواء في الشعر أو في مختلف فنون السرد القصصي، وهو إثراء تجربة الكتابة عن القرية المصريّة بحقّ؛ حيث تشكِّل رواية عبدالحكيم قاسم «أيّام الإنسان السبعة» نقلة سردية في الكتابة الروائية عن القرية المصريّة(5)،وأضيف إليها، هنا، روايتَيْه القصيرتَيْن «المهدي»، و«طرف من خبر الآخرة».

كما تشكِّل قصص سعيد الكفراوي عنها نقلة مماثلة في مجال القصّة القصيرة، التي أخلص لها طوال مسيرته القصصية الممتدّة لأكثر من نصف قرن من الكتابة الإبداعية؛ فلا يستطيع أحد أن يقرأ قصصه دون أن تنهض، من بين سطورها، حياة القرية المصريّة، حيّةً، متألِّقة، تضجّ فيها الشخصيات الإنسانية متوِّهجة بالحياة والمشاعر والصبوات، تسبح في ملكوت ريفيّ من نوع خاصّ يمتدّ تيّار ثقافته التحتية الثريّة بالروافد المتعدِّدة من زمن الفراعنة حتى الآن، وقد تضافرت فيه التواريخ والقيم والأساطير، وترسَّخت؛ ملكوت ينأى عن كلّ ما وفد على القرية المصريّة، وينفضه عنه كما ينفض الفلّاح، بحركة عفوية، عن ثوبه الغبار والأدران، مكتفياً بإيمانه العميق الذي هضم كلّ ما مَرَّ عليه من أديان وعقائد، وصاغ منها جوهر الدين، وسماحته.

إن أجمل ما نجحت قصص سعيد الكفراوي في اقتناصه، إلى جانب إنسان القرية المترع بالحياة والقادر على استخلاص رحيقها كالنحل، من كلّ ما يتيحه عالمها المتقشِّف من رغبات، هو زمنها السرمدي الذي يقاس فيه الوقت بالشهور القبطية التي تحدِّد مواعيد الزرع والحصاد، وبدورة الحياة حينما تطلب البهايم العُشر، أو تُدرّ الضروع اللبن، أو بخيالات المقادير المبهمة حينما تضرب الغجرية الرمل، وتشوف الودع، وتبيِّن الزين والشين جميعاً، وإلى جانب هذا كلّه علاقة إنسان القرية الحميمة بحيواناتها. ففي قصّة «الجمل يا عبدالمولى الجمل» يتخلَّق الجدل فيها بين مخاوف الصبيّ من جرم الجمل الضخم، وكيفية تعامُل نسوة القرية، وأطفالها، مع تلك المخاوف، ودفع أبيه له إلى أن يقبض على الخزام، وأن يثبت مكانه في مواجهة الجمل حتى يسيطر عليه، وفي ذروة المواجهة ينجح في أن ينخّخه، فيبرك الجمل ثم يقوم، أكثر من مرّة، وفقاً لأوامره، فينفض عبدالمولى عن نفسه كلّ المخاوف في لحظة المواجهة الحاسمة. أما في «زبيدة والوحش» فإن الكفراوي ينسج، برهافة وحساسية، تفاصيل العلاقة الغنيّة والمعقَّدة بين الفحل «الطلوقة» الذي لا تخلو منه أي قرية مصريّة، وزبيدة المطلَّقة التي عادت إلى بيت أخيها. ينسح لنا النصّ تفاصيل الحياة الحسِّيّة للبهايم والبشر، وكأن كلاًّ منهم يكمّل الآخر، في وحدة سرمدية، منذ زمن القرية الفرعوني القديم. إننا، هنا، بإزاء واقعية سحرية مصريّة خالصة؛ يتناغم فيها النصّ الأوَّل، برهافة وإيقاع فريدَيْن مع النصّ الثاني في القصّة، والذي تتدفَّق فيه اللغة جملةَ واحدة لا تقطّعها الفواصل.

وإذا كان كلّ من عرف سعيد الكفراوي يصفه بأنه يخترع الحكايات، أو يدرك كم كانت حياته امتداداً لحكاياته أو -بالأحرى- لكتاباته، فإن ذلك بسبب قدرته على أن يعيد خلق عالم القرية الغافي فينا، فينهض من قلب التجارب المتراكمة والمنسيّة حيّاً متوهِّجاً، وقد نفض عنه الغبار، ويعيش في وجدان قارئه. لقد استيقظت علاقتي بجدّي في داخلي – مثلاً – وأنا أقرأ «تلة الملائكة»، وكأنه كان معنا يجمع، بلمسات حكايته المكثَّفة وضربات قلمه الماهرة، كلّ تفاصيلها، دون أن يجهز على غيرها من التفاصيل التي لم يتركها، بل يترك لها أن تتوالد، وأن تتواشح مع ما يرويه من حكايات. وقد امتزجت تفاصيل علاقة الصبيّ بالجدّ، في تشابكاتها وعذوبتها المغايرة لعلاقته بأبيه، مع عالم الغجر الذي كان، دائماً، يحوّم حول القرى المصريّة كخطر، وغواية لا فكاك منهما في آن معاً.

وإذا كان جلّ كُتّاب جيل الستينات الذين حافظوا على استقلالهم، وعلى جذوة الكتابة الحرّة الجسورة الأبيّة قد عانوا كثيراً من التهميش، ولم يتبوَّأوا ما كانوا جديرين به من مكانة، فإن معاناة سعيد الكفراوي من الأمر نفسه كانت أكبر؛ بسبب سفره المبكِّر، وقد دفعه المناخ الطارد للعمل في السعودية؛ وهو الأمر الذي أخَّر نشر مجموعته الأولى «مدينة الموت الجميل» حتى عام (1985)، مع أنه بدأ نشر قصصه في الستينيات، على صفحات «المجلّة»، قبل أن يتركها يحيى حقي عام 1970، ثم تتابعت مجموعاته القصصية: «زبيدة والوحش» (1988)، و«سدرة المنتهى» (1989)، و«بيت للعابرين» (1993)، و«مجرى العيون» (1994)، و«دوائر الحنين» (1997)، و«البغدادية» (2004). وهي المجموعات التي تركت بصمته الباقية على فنّ القصّة القصيرة في مصر.

لكني أعود، هنا، فأختم بما بدأت به، فالبون الشاسع بين زمن طه حسين وزمن جيل الستينيات قد ازداد اتِّساعاً، لأن الأجيال التالية لجيل الستينيات قد عانت من وطأة انتصار الهزيمة -بحسب تعبير محمد عفيفي مطر- بصلح السادات المنفرد، وبتهميش دور مصر في عالمها العربي، والإفريقي من ورائه.

وها هو سعيد الكفراوي يرحل بعد أن تفشّي انتصار الهزيمة في أرجاء الوطن العربي، وأخذت الحياة الثّقافيّة في مصر نفسها، بالذبول، وإن لازال هناك أمل في وحدة الثّقافة العربيّة؛ إذ نعى اتِّحاد كُتّاب المغرب الفقيد العزيز، قبل أن ينعيه اتِّحاد كُتّاب مصر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

1 – محمَّد حسن الزيات، «مابعد الأيام»، ص (82).

2 – نُشِر هذا الكتاب عام (1961)، أوَّلاً، على شكل مقالات في «الأهرام»، وقبل أن يظهر بصفته كتاباً، وكتب موقف الدولة الناصرية من المثقّفين، ورغبتها في احتوائهم، وعدم ثقتها فيمن لا ينضوون تحت سلطتها منهم، بطريقة فجّة إلى حَدّ ما، وهو وثيقة دامغة تكشف عن عداء النظام، حتى في أفضل مراحله وطنيّةً، وهي مرحلة عبدالناصر، للحرّيّة وللمثقّفين بشكل عام.

3 – كان منبرها، الذي تَبَلْوَرت فيه هو «مجلّة 68».

4 – مثل الشاعرين محمَّد صالح وفريد أبوسعدة والقصّاصين؛ عبدالحكيم قاسم، ومحمد المنسي قنديل، وجار النبي الحلو، وسعيد الكفراوي، والنقّادين؛ نصر حامد أبوزيد، وجابر عصفور، وغيرهم.

5 – راجع، في هذا المجال، كتاب عبدالمحسن طه بدر «الروائي والأرض»، القاهرة، دار المعارف، (1971)، الذي يعتبرها ذروة تطوُّر الكتابة الروائية عن القرية المصريّة.

رابط تحميل العدد كامل

مواضيع مرتبطة

استاد خليفة الدوليّ.. عراقة، حداثة واستدامة
شربل بكاسيني 07 أكتوبر 2022
استاد المدينة التعليمية.. حيث تلتقي كرة القدم بالعلم والمعرفة
وائل السمهوري 07 أكتوبر 2022
استاد الثمامة.. يغطّي ضيوف «كأس العَالَم» بطاقيّة عربيّة
إبراهيم السواعير 07 أكتوبر 2022
استاد الجنوب.. بوابة بين الماضي والمُستقبل
فراس السيد 07 أكتوبر 2022
استاد أحمد بن علي.. بوابة الصحراء
محمد أدهم السيد 07 أكتوبر 2022
استاد لوسيل.. سحر الكرة أم سحر المكان؟
محمد أدهم السيد 07 أكتوبر 2022
استاد البيت.. خيمة ليست كباقي الخيام
ليال المحمد 07 أكتوبر 2022
«والله إنّ هذه الحكاية لحكايتي».. اِرتيابُ الحكاية في حدَثها ونِسبَتها
خالد بلقاسم 02 يناير 2022
عبد الفتاح كيليطو في «والله إنّ هذه الحكاية لحكايتي»: أحداث الرواية تنتهي في أغلب الأحيان بالفشل، باضمحلال الأماني وتبخُّر الأوهام
حوار: خالد بلقاسم 15 ديسمبر 2021
عبد الرّحمن بدوي.. وجه الرّوائي
محمّد صلاح بوشتلّة 06 أكتوبر 2021

مقالات أخرى للكاتب

«الفردوس» لعبدالرزاق قُرنح.. أوجاع الحيوات المتروكة
02 يناير 2022

بعد أن تعرَّفنا، في العدد السابق، إلى الرحلة الصعبة التي قطعها «عبدالرزاق قُرنح» من زنجبار إلى بريطانيا، وكيف عمل لسنوات (تومرجيّاً) حتى يوفِّر لنفسه فرصة الدراسة الجامعية، لابدّ من العودة إلى السياق الذي وفد فيه إلى بريطانيا. فقد كانت سنوات الستينيات قد...

اقرا المزيد
رحلة باريس الثانية وسنوات الغليان في صالون توفيق الحكيم
30 سبتمبر 2021

كُنت في تلك السنواتِ أبقى كثيراً في مكتب الحكيم، حتى ينصرف الجميع، ويصعد إليه عادةً الرسَّام صلاح طاهر من مكتبه/ مرسمه كي يوصله في طريق عودته إلى منزله، وفي بعض الأحيان يوسف إدريس في الأيام التي لا يحضر فيها صلاح طاهر إلى مبنى الأهرام. ولأنني كُنت أسكن أيضاً...

اقرا المزيد
موقف المثقَّف بين المتنبِّي والمعرّي وطه حسين
20 مايو 2021

نستكمل، في هذا المقال، ما بدأناه في العدد الماضي من الكشف عن أن طه حسين، في كثير من دراساته التي كتبها عن الأدب القديم، كان يزن الكُتَّاب والشعراء، بميزان الجدل العقلي والنقد الموضوعي الذي يموضع الكاتب أو الشاعر في العصر الذي انبثق منه، ومارسَ فاعليَّته...

اقرا المزيد
جدل التناقض بين طه حسين و المتنبي
26 أبريل 2021

لم يحظَ شاعرٌ عربيّ -قديماً أو حديثاً- بما حظي به المتنبي من اهتمام ومكانة. وكثرت عنه الدراسات قديماً وحديثاً. لكن ما استوقفني في كتاب طه حسين عنه، هو أطروحته المُهمَّة في هذا الكتاب، والتي جعلت العودة للتراث سبيلاً إلى تمحيص الكثير من قضايا الحاضر، واستخدامه...

اقرا المزيد
مريد البرغوثي.. كتابة فلسطين الجديدة
20 فبراير 2021

يأتي رحيل مريد البرغوثي (1944 – 2021) بعد ستّ سنوات من رحيل زوجته ورفيقة دربه رضوى عاشور (1946 – 2014) كنوعٍ من التذكير المُستمر برحيل زمن مغاير، يبدو الآن بعيداً ومتنائياً. وهو رحيل يقترب معه الموت بخطوه الدؤوب ممَّنْ بقي من أبناء هذا الجيل، جيلي، الذي كان مترعاً...

اقرا المزيد
غالب هلسا.. الثورة والأنموذج ومرثية العمر الجميل
01 يوليو 2020

كان غالب هلسا، عند لقائي الأخير به في ملتقى القصّة الخليجي، في الكويت، عام 1988، وقبل عام من رحيله، مشتاقاً إلى العودة إلى قاهرته، مليئاً بذكرياته الحلوة فيها، وبإحساسه بالتحقق في قلب حركتها الأدبية. كان لقاؤنا هذا بعد غياب سنوات من التشريد فرّقت أبناء رحلة...

اقرا المزيد
المُثقّف الحُرّ ضمير المُجتمع
19 يونيو 2020

أنهيت حديث الذكريات في مقال الشهر الماضي بالكشف عن أن قراءتي المُتأخرة لكتاب محمود أمين العالم (فلسفة المُصادفة) قادتني إلى تمحيص معنى تلك المُصادفة التي غيَّرت حياتي، حينما أتاحت لي السفر إلى أوروبا. ذلك لأن تعريفه للمُصادفة باعتبارها «التقاء غير متوقع...

اقرا المزيد
تصاريف الزمن الماكرة وفلسفة المصادفة
13 مايو 2020

منذ أن ألمّت جائحة (كرونا) الراهنة بالعالم، وبدأ تأثيرها يمتد إلى حياة الأفراد المحيطين بي، و إلى حياتي اليومية، شخصيًّا، بصورة غيَّرت إيقاعها ومساراتها تغييرًا جذريَّا، وأنا أفكر في تصاريف الزمن الماكرة، وقدرته على فرض منطقه وتغيراته علينا، حتى لو بصورة...

اقرا المزيد
ذكريات عن طه حسين (الحلقة الرابعة)
06 أبريل 2020

عندما‭ ‬انصرفت‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬طه‭ ‬حسين‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬طالت،‭ ‬حتى‭ ‬وفدت‭ ‬السيدة‭ ‬زوجته‭ ‬لإنقاذه‭ ‬من‭ ‬احتمالات‭ ‬أن‭ ‬تطول‭ ‬أكثر‭ ‬وترهقه،‭ ‬كانت‭ ‬تتنازعني‭ ‬مشاعر‭ ‬الفرح‭ ‬والاستياء‭...

اقرا المزيد