سهير وسطاوي: تسعى مكتبة قطر الوطنية لأن تكون منارة عالمية

| 16 يناير 2020 |
تتجاوز خبرة الدكتورة سهير وسطاوي في إدارة المكتبات وخدمات المعلومات مدّة 40 سنة، حيث تقلَّدت مناصب عدّة في أماكن مختلفة من العالم العربي، وفي الولايات المتَّحدة الأميركية، فقد كانت أوَّل أمين لمكتبة الإسكندرية، كما تولَّت منصب (عميد) المكتبات في معهد «فلوريدا» للتكنولوجيا، ثمّ (عميد) المكتبات الجامعية في جامعة ولاية «إلينوي».
بتراكم خبرتها المهنية والمعرفية، يشكِّل تولّي وسطاوي لمنصب المديرة التنفيذية لمكتبة قطر الوطنية، رفقة الكوادر الإدارية وفريق عمل متخصِّص، إضافة نوعية؛ لتكون المكتبة، في إطار التطوير الدائم والتأهيل المستمرّ لخدمات مكتبة قطر الوطنية، ومحتوياتها، مرجعاً معتمداً للمعرفة العالمية، ومنارة فكرية تحافظ على التراث الوطني والرؤية العلمية والتنموية الخاصّة بدولة قطر.
في هذا الحوار، تحدَّتث الدكتورة وسطاوي عن الكيفية التي تَمَّ بها التخطيط لمشروع مكتبة قطر الوطنية، والمراحل الفنّيّة التي مرَّ بها، إلى حين افتتاح المكتبة. كما تحدَّتث عن شراكات المكتبة، وآفاقها، وبرامج الفاعليّات والأنشطة التي تنظِّمها المكتبة، علاوة على المسؤولية التي تتحمَّلها، بوصفها مديرة تنفيذية، بالنظر إلى حجم المكتبة ومستقبلها.
كيف تَمَّ التخطيط لمشروع مكتبة قطر الوطنية، ومراحل إنجازها، حتى افتتاحها رسميّاً؟
– في البداية، أودّ أن أشير إلى أن مكتبة قطر الوطنية جزء لا يتجزّأ من رؤية صاحب السموّ الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة، وصاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر، وكانت تتمحور حول منح كلّ من يعيش على أرض قطر المزيد من الخيارات، في مجال التعليم، أكثر من أيّ وقت مضى.
وعندما أعلنت صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسَّسة قطر، عن مشروع المكتبة، في 19 نوفمبر (2012)، كان ذلك في إطار سعي مؤسَّسة قطر لإطلاق قدرات الإنسان، وتحقيق نهضة ثقافية وعلمية تستلهم تراث قطر، وتستشرف مستقبلها الواعد.
بدأ العمل بعد ذلك في إنشاء المبنى الذي استغرق خمس سنوات، كانت المكتبة، خلالها، تنهض برسالتها، وتؤدّي دورها، بصفتها مكتبة وطنية وعامّة وبحثية، على خير وجه؛ بإتاحة التسجيل في عضوية المكتبة لكلّ سكّان قطر، بلا تمييز. وكان كلّ عضو في المكتبة يستطيع الوصول، إلكترونياً، إلى أشهر المصادر المعرفية وقواعد البيانات في مختلف مجالات وتخصّصات المعرفة والعلوم والآداب والفنون. يمكن القول إن المكتبة كانت كياناً إلكترونياً يتيح الاطِّلاع على نسخة رقمية من ملايين الكتب والدوريات والمقالات والدراسات، من أشهر دور النشر في العالم.
كما كانت المكتبة تشارك في المحافل المحلِّية، والدولية، مثل معرض الدوحة الدولي للكتاب، واجتماعات ومؤتمرات الاتّحاد الدولي لجمعيات ومؤسَّسات المكتبات «إفلا»، بل استضافت، أيضاً، في أبريل/نيسان (2016)، المؤتمر الدولي للمكتبات العامّة «متلب 2016». وكانت المكتبة تنظِّم حلقات الكتب النقاشية والمحاضرات، والفاعليّات المختلفة للأطفال، واليافعين، والكبار.
وفي 14 ديسمبر/كانون الأول (2016)، وعندما اكتمل المبنى، وضعت صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر أوَّل كتاب على أرفف المكتبة، وهو عبارة عن مخطوط لمصحف نادر للقرآن الكريم.
في 7 نوفمبر/تشرين الثاني (2017)، فتحت المكتبة أبوابها للجمهور، وفي مارس/آذار (2018)، صدر قرار أميري بإنشاء مكتبة قطر الوطنية، وفي 16 أبريل/نيسان كان حفل الافتتاح الرسمي الذي شرَّفَه بالحضور حضرة صاحب السموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدّى، وصاحب السموّ: الأمير الوالد حمد بن خليفة، وصاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر، بالإضافة إلى كوكبة من كبار رجال الدولة والشخصيات الدبلوماسية الرفيعة، من الدول الشقيقة والصديقة.
بالنسبة إلى التصميم المعماري، كيف تمّ الاقتناع به؟، وما مدى موافقته للمعايير والخصوصيات البيئية والثقافية، وتلبيته لأدوار المكتبة؟ وماذا يشكِّل بوصفه هويّة بصرية ومعمارية؟
– وضع التصميم المعماري لمبنى المكتبة المهندس المعماري العالمي «رِمْ كولهاس»، الذي له خبرة واسعة في تصميم المكتبات العامّة، مثل المبنى الشهير لمكتبة «سياتل» المركزية. ويَستلهم تصميمُ مبنى المكتبة من المعرفة اتِّساعها ورحابَتها ومن الكتاب سماتِه وشكلَه المميَّز، ومن العلم تطوُّرَه وحداثَتَه وتفاعلَه الديناميكي مع احتياجات الروّاد والمستخدمين.
ما إن يلج الزائر مدخل المكتبة حتى يجد نفسه في قلب بهو هائل، تحيط به الكُتب من كلّ جانب، ويبدو كأنه مسرح عملاق، جمهوره من الكتب نفسها. لقد صُمِّم بهو المكتبة كمساحة واسعة مفتوحة تهيِّئ لروَّادها الأجواء التي تشجّعهم على التفاعل الاجتماعي، وتبادل الخبرات والأفكار فيما بينهم.
المبنى نفسه مستوحًى من ورقتَيْن مطويَّتَيْن من الزوايا، الواحدة فوق الأخرى، ومسحوبتين إلى الأعلى بحيث يشكِّل الفراغ بينهما ما يشبه شكَّل الصدَفة، وهو عبارة عن الفضاء الداخلي المفتوح من المبنى. وبهذا التصميم، أراد المهندس المعماري أن يجعل من مبنى المكتبة صرحاً شاهداً على القيمة الدائمة للكتاب.
وقد صُمّم الجزء الداخلي الرئيسي ليتيح دخول ضوء النهار إلى داخل المكتبة، من الخارج؛ ما يتيح الشعور بالاتِّصال الدائم بالعالم الخارجي، وتقوم الواجهة الزجاجية المموَّجة بفلترة ضوء النهار، وتوفِّر للمكتبة ضوءاً طبيعياً مثالياً، دون وهج أو سطوع، للقراءة والأنشطة المجتمعية.
صُمّمت أرفف الكتب، في المكتبة، بما يجعلها تبدو جزءاً طبيعياً من المبنى نفسه، كأنها خرجت من الأرض، حتى تشكَّل الكتب محور المكتبة وركيزتها الأساسية. ووضعت الأرفف فوق مستوى الأرض، بما يرمز للقيمة الرفيعة للكتاب في الثقافة القطرية، والثقافة الإنسانية، بصفة عامّة.
كما استخدم التصميم المعماري مزيجاً من المواد الكلاسيكية، مثل الرخام، في المكتبة التراثية، والمواد الحديثة، مثل الفولاذ المقاوم للصدأ، في الأجزاء الأخرى من المبنى، لتحقيق أكبر تأثير على التصميم الداخلي. وتتناغم هذه العناصر مع استخدام الأعمدة المتباينة لتؤكِّد إحدى القيم الجوهرية للمكتبة؛ ألا وهي تدرُّج مسيرة تطوُّر المعرفة من الماضي إلى الحاضر.
وقد صُنِّف مبنى مكتبة قطر الوطنية ضمن أفضل (10) مبانٍ خلال عام (2018)، وذلك حسب موقع «Dezeen» البريطاني، وهو واحد من أهمّ المواقع لمهندسي العمارة وطلّابها، لتضاف المكتبة، بذلك، إلى سجل الإنجازات القطرية المضيء، في شتّى المجالات.
وأوضح الموقع أنه قد تَمَّ تصميم المكتبة وفق أحدث معطيات التكنولوجيا الحديثة، بما يحفِّز الزوّار على استكشاف مسيرة تطوُّر المعرفة، من الماضي إلى الحاضر، لافتاً إلى أنه روعِيَ، في تصميم المبنى، تحقيق التوازن بين توافر المحتوى المعرفي وسهولة الوصول إليه، من جهة، والمحافظة على هذا المحتوى وصونه في مكان آمن، من جهة أخرى.
كيف تمَّت شراكات مكتبة قطر الوطنية مع المكتبة البريطانية؟، وما نتائجها؟، وما آفاقها؟
– انطلاقاً من رسالتها الهادفة إلى الحفاظ على تراث الأمّة من أجل المستقبل، أبرمت مكتبة قطر الوطنية عدّة شراكات مع المكتبات والمؤسَّسات والأرشيفات الوطنية، والجامعات والمؤسَّسات لتعزيز الاطِّلاع على المحتوى الثقافي والمحتوى التراثي. وتعزِّز هذه الشراكات قدرة المكتبة على إتاحة المصادر الرَّقمية حول التاريخ والتراث والثقافة، في دولة قطر ومنطقة الخليج.
من أهمّ هذه الشراكات التعاون الذي بدأ مع المكتبة البريطانية في (2012)، لتنفيذ ما وصفه خبراء المكتبات بأنه أكبر مشروع لرقمنة الوثائق والمخطوطات المرتبطة بدولة قطر والخليج والحضارة العربية والإسلامية، في العالم. وقد أسفرت المرحلتان: الأولى، والثانية، عن رقمنة مليون ونصف مليون صفحة متاحة، الآن، للجميع، عبر الإنترنت، من خلال بوّابة مكتبة قطر الرَّقمية (www.qdl.qa)، التي تمّ إطلاقها في أكتوبر/تشرين الأول (2014)، وهي أرشيف رقمي مجّاني زاره، حتى الآن، أكثر من مليون مستخدم.
وقد وقَّعنا، بعد الافتتاح الرسمي للمكتبة، اتِّفاقية تمديد الشراكة مع المكتبة البريطانية، وستشهد المرحلة الثالثة، التي تبدأ في مطلع العام المقبل، رقمنة (900 ألف) صفحة جديدة من الوثائق والسجلّات حول تاريخ منطقة الخليج، بالإضافة إلى مخطوطات المؤلَّفات العربية، في مجال كلٍّ من العلوم والطب والهندسة والفلك. وستتضمَّن المواد الجديدة المرقمنة، حول منطقة الخليج، مقاطع موسيقية وخرائط وسجلّات للسفن، وتقارير وخطابات ومراسلات وأوراقاً خاصّة ومطبوعات تاريخية.
ستسفر المرحلة الثالثة عن رقمنة تقارير وخطابات ووثائق لم تكن مُفَهْرسة، ولم تُنشر من قبل، وستسلِّط هذه الوثائق ضوءاً جديداً على تاريخ قطر، والخليج، وستقدّم للعلماء والأكاديميين والمتخصِّصين، حول العالم، الاطِّلاع على موادّ ووثائق تاريخية، من المؤكَّد أنها ستثري الدراسات الحالية والجديدة حول تاريخ المنطقة.
و–بصفة عامّة– أثمرت الشراكة مع المكتبة البريطانية عن النشر الإلكتروني لواحدة من كبريات مجموعات السجلّات التاريخية عن الخليج والشرق الأوسط. لقد أصبحت مكتبة قطر الرَّقمية مرجعاً ضخماً ومفيداً للباحثين في تاريخ الخليج، والعلوم العربية. فرقمنة الوثائق والسجلّات والمخطوطات المتعلِّقة بتاريخ الخليج والعلوم العربية، وإتاحتها لملايين المستخدمين حول العالم، ستفتح مجالات جديدة من البحوث والإبداع، وتُحدث ثورة في إمكانية الوصول إلى هذه المجموعات الثرية بالمعلومات التاريخية.
فاعليّات المكتبة وأنشطتها، تستهدف الأسرة والباحث والمجتمع عامّةً، ما مدى تأثيرها على عمل المؤسَّسات الثقافية الأخرى؟، وهل هناك تنسيق في هذا الصدد؟
– تسعى مكتبة قطر الوطنية لأن تكون الوجهة الأولى للأطفال واليافعين والعائلات، وملتقى للمؤسَّسات والباحثين والمتخصِّصين والطلّاب والدارسين وأساتذة الجامعات، والمعلِّمين والجهات القائمة على التعليم، وجهات رعاية الأطفال وذوي الاحتياجات وأصحاب الإعاقة. كما تهدف المكتبة لأن يجد كلّ أفراد المجتمع، في المكتبة، مع كلّ زيارة، ما يناسب اهتماماتهم وتوقُّعاتهم، بالإضافة إلى الكتب ومصادر المعلومات الرَّقمية.
وتحرص المكتبة على أن تلبّي فاعليَّاتها المناسبات الدينية، والثقافية، والفكرية، والعلمية المختلفة، مثل أنشطتها بمناسبة شهر رمضان الكريم، واحتفالها باليوم العالمي للأسرة، واليوم العالم للكتاب، واليوم العالمي للبيئة، واليوم الأوروبي..، وغيرها، ومن أولويّات المكتبة أن تحقِّق الفاعليّات التي تنظمها التوازن بين فئات المجتمع المختلفة، وأن تكون المكتبة مكاناً محبَّباً للأطفال؛ لجذبهم للقراءة والاطِّلاع، وتشجيعهم على الإبداع والابتكار.
تنظِّم المكتبة، شهرياً، في المتوسِّط، نحو 100 فاعليّة ونشاط، بالإضافة إلى المحاضرات والندوات النقاشية واجتماعات نوادي الكتب والورش التدريبية للباحثين، والدورات التعليمية في التصميم وتحرير الفيديو، ومهارات استخدام أدوات الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات.
لا تنافس مكتبة قطر الوطنية أيّة مؤسَّسة ثقافية أخرى في قطر. فالفضاء مفتوح، بلا حدود، لكلّ الجهود والفاعليّات والأنشطة التي ترفد الثقافة، وتعزِّز الفكر والعلوم، وتشجِّع على الابتكار والإبداع، وأيّ زخم ثقافي يصبّ في مصلحة دولة قطر، وسكّانها وشعبها، فالعلاقة بين المؤسَّسات الثقافية الأخرى هي– في المقام الأوّل– علاقة تكاملية تبادلية، ولم تكن، يوماً، تنافسية، ولن تكون كذلك، بأيّ حال من الأحوال.

قد لا يعرف الجمهور العامّ ما معنى أن يكون المرء مديراً تنفيذياً لمكتبة وطنية بهذا الحجم! حدِّثينا عن هذه المهمّة، وعن مدى المسؤولية فيها.
– على مدار مسيرتي المهنية، في المكتبات التي تمتدّ إلى أربعين عاماً، سواء في العالم العربي أو الولايات المتَّحدة، شاهدت بعيني تطوُّر المكتبات، ومعها تطوُّر مسؤوليّات ومهامّ أمناء المكتبة ومديريها، فالمكتبات، في السابق، كانت ورقية، فقط، أمّا الآن فهي إلكترونية ورقمية، يرتادها– في الأغلب– الباحثون والمتخصِّصون وطلّاب الجامعات، أمّا الآن فهي وجهة عامّة، تقصدها فئات المجتمع المختلفة، سواء للتعلّم أو الإبداع أو النقاش أو حتى، فقط، لتبادل الحديث. في السابق، كانت المكتبات هادئة وصامتة، أمّا الآن فهي مليئة بالزخم والحيوية.
لقد شرفت باختياري لإدارة مكتبة متطوّرة وفريدة مثل مكتبة قطر الوطنية، فهي أوَّل مكتبة وطنية يتمّ افتتاحها في القرن الحادي العشرين، وتطبِّق أنموذجاً مختلفاً عن الصورة التقليدية للمكتبات، فهي ليست مكاناً لقراءة الكتب، أو مبنًى يحتوي على مصادر المعرفة الورقية، فحسب، فإن خدماتها للجمهور تعتمد على المزج بين الكتب وأحدث التقنيات الرَّقمية. فالمكتبة لا تقدّم لروّادها المواد المطبوعة، فقط، بل تتيح، كذلك، مئات الآلاف من الكتب الإلكترونية والصوتية ومقاطع الفيديو والموسيقى، عبر مجموعة كبيرة من المصادر الإلكترونية وقواعد البيانات الإلكترونية الشهيرة.
من أولويّات المكتبة، التي أحرص عليها وأتابعها بنفسي، أن تقدِّم المكتبة باقة متنوّعة من الخدمات التي تلبّي كافة احتياجات الزائرين والروّاد، وتمكِّنهم من الاستفادة المثلى ممّا تقدِّمه المكتبة من مصادر إلكترونية، في شتّى مناحي المعرفة، وكذلك من الأجهزة والتقنيات الحديثة التي تحفل بها المكتبة، وذلك بتنظيم الفاعليّات والورش التدريبية والأنشطة والبرامج المختلفة التي تشجِّع السكّان على القراءة، وعلى التعلُّم واكتساب المعرفة، وتجعلهم يصلون إلى مبتغاهم من المعرفة، بسهولة ويسر.
ومكتبة قطر الوطنية لها سمات كثيرة تميِّزها، تجعلني أفخر بشرف إدارتها؛ فهي في بلد، يعيش فيه أناس من ثقافات ولغات مختلفة، بلد له تاريخ عميق الجذور، وثقافة عريقة ولغة متطوّرة، وينتمي إلى حضارة عظيمة هي الحضارة العربية والإسلامية. وهذه السمات الفريدة تنطوي على تحدِّيات تستلزم من المكتبة النهوض بدور نشط، محلِّياً وإقليمياً وعالمياً، لتعزيز الجهود العالمية، لدولة قطر، في نشر المعرفة ودعم التعلُّم ورعاية البحث العلمي.
كيف تنظرين إلى مستقبل المكتبة؟
ـ لدينا طموحات كبيرة لا سقف لها، وآفاق المستقبل مفتوحة، على مصراعيها، أمام دَوْر المكتبة، بصفتها مؤسَّسة تنويرية، وثقافية، وتعليمية، في قطر ومنطقة الخليج، وستواصل مكتبة قطر الوطنية سعيها لتحقيق رؤية دولة قطر في أن تكون منارة للمعرفة في المحيط الخليجي، والعربي، والعالمي، وفي أن تقوم بالحفاظ على تراث المنطقة، وتشجيع الاستكشاف، وصقل الجانب الروحي للإنسان، كما ستبذل جهدها لتشكيل مجتمع المعرفة في قطر؛ من خلال إتاحة المصادر المعرفية اللازمة للطلبة والباحثين وكلّ من يعيش على أرض دولة قطر، على حدٍّ سواء، لتعزيز فرص التعلُّم مدى الحياة، وتمكين الأفراد والمجتمع، والمساهمة في توفير مستقبل أفضل للجميع.